ما زالت أصداء الهجوم الذي نفذه جندي مصري السبت على الحدود المصرية مع دولة المزيد
القائمة البريدية
فى ظل غياب دولة الإسلام "الخلافة" التى تقوم على شؤون المسلمين ، حتى وإن شابها بعض الأخطاء والزلات كما كان فى بعض فترات التاريخ إلا أنه كان لها من الأثر المعنوى فى نفوس المسلمين بل وفى نفوس أعداء الإسلام ما له .
ثم تفككت دول الإسلام ودخلت تحت سيطرة المحتل الأجنبى كما كان فى عام 1830 من إحتلال فرنسا للجزائر ووقوع فترة من التغريب للمسلمين عن دينهم وقيمهم ثم سقوط الخلافة ومجىء مجموعة من النخبة العلمانية المعادية للدين والمصطدمة معه والتى ورثت السلطة بعد رحيل المستعمر ففرضت على المسلمين وبلاد الإسلام توجهها وآراءها.
وخطط المحتل الغربى لتقسيم دول العالم الإسلامى فيما عُرف باتفاقية سايكس بيكو بين إنجلترا وفرنسا وتفاهم مع الإمبراطورية الروسية لاقتسام الهلال الخصيب العراق والشام تحديداً وقام بالتوقيع عليها كلٌ من الفرنسى جورج بيكو والبريطانى مارك سايكس.
وقد نصت الاتفاقية على تقسيم الشام إلى ثلاث مناطق المنطقة (أ) الزرقاء وهي العراق وتخضع للإدارة البريطانية، والمنطقة الحمراء (ب) وهي سوريا وتخضع للسيادة الفرنسية، أما المنطقة السمراء (فلسطين ) تخضع لإدارة دولية ويأتي ذلك كمقدمة لتسليم فلسطين لليهود.
وقامت سايكس بيكو عام 1916 بتقسيم القومية الكردية إلى خمس دول متناثرة فوضعوا بذلك بذرة الاحتراب والصدام نتيجة سعى الأكراد المستمر إلى توحيدهم فى قومية واحدة كما كانوا وتجميعهم من الشتات فى جنوب شرق تركيا وشمال سوريا وشمال غرب إيران وشمال العراق بالإضافة إلى أذربيجان.
وفي ظل الاحتلال وغياب السلطة السياسية التى تقوم على أمور المسلمين مع تقسيم ديار العالم الإسلامى ظهرت الحركات الإسلامية كرد فعل عن حالة التغريب التى حدثت لبلاد المسلمين ونتيجة لفعل أولئك الحكام ذوي التوجهات العلمانية والمعادين للإسلام شريعة وحكماً.
ومنذ سقوط الخلافة سنة 1924 وقيام الدولة التركية العلمانية التى تفصل الدين عن السياسة والحياة نشأت الحركات الإسلامية الساعية إلى إحياء الخلافة ومواجهة الاحتلال وما قام به من تغريب للهوية الإسلامية مع التصدى لتلك النخبة الحاكمة التى تولت كِبر العمل على محاربة الإسلام شريعةَ وحكماً ، وبذلت تلك الحركات جهوداً كبيرة وتولى ذلك ثلاثة أجيال على مدار تسعين عاماً كاملة كلهم يسعى إلى تحكيم الشريعة وإعادة السلطة السياسة للحكم الإسلامى ، وبذلت جماعات وتيارات إسلامية جهدها كلٌ بحسب رؤيته فمنهم من رأى إصلاح مؤسسات المجتمع إصلاحاً كاملاً ومنهم من قال بالإصلاح الجزئى وآخرون رأوا دعوة النخبة واستمالتهم للحكم الإسلامى ومنهم من رأى ضرورة الإصلاح والدعوة لكل شرائح الناس مع الأخذ بالجهاد والمقاومة إذا ما تحققت شروطها وانتفت موانعها، ومنهم من رأى فى الجهاد المسلح والتغيير الجذرى وسيلة ناجعة لا يلتفت لغيرها ومن هؤلاء كانت جماعات الجهاد التى تطورت إلى تنظيم القاعدة والذى خرج من عباءته تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلامياً بداعش.
نشأ تنظيم الدولة كرافد وامتداد لتنظيم القاعدة بالعراق " أبومصعب الزرقاوى" مع بيعة أبي بكر البغدادى لأبى محمد البغدادى القيادى بالتنظيم ثم اتفاق أبي بكر البغدادى مع أبى محمد الجولانى فى العمل معاً فى سوريا ونشأة ما عُرف بجبهة النصرة التى اشتد عودها وقويت شوكتها فأراد أبوبكر البغدادى ضمها إلى تنظيمه بالعراق والشام وحينها رفض أبومحمد الجولانى ذلك لدرايته بالأرض السورية، وحتى لا يؤثر ذلك على أجواء الربيع العربى بها ولعدم استفادة النظام السورى فى الاستقواء بالخارج الحليف له كروسيا وإيران وحزب الله - وهو ما تم بالفعل - غير أن البغدادى أبابكر لم يعبأ بذلك بل عمل على إحداث انقسامات داخل الجبهة وساعده على ذلك أن كثيراً من المنضمين لها هم فى الأساس عراقيون تابعون للتنظيم ، ثم دخل فى معارك جانبية مع جبهة النصرة فأدى إلى تعطيلها عن مسيرتها بل وأحدث القتل والتمثيل فيهم من تقطيعٍ للرؤس واستحلال للدماء ، حتى استفاد بشار الأسد من ذلك بشكل لم يكن يحلم به من تمزيق للصفوف وإنهاك لقوة الجبهة مع استعانته بالتدخل الروسى الإيرانى علاوة على وجود مليشيات حزب الله لمواجهة إرهاب المقاتلين الأجانب المنضوين تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية.
وهكذا فإن تنظيم الدولة المعروف بداعش كان نِعْم السند للنظام السورى فى تمزيق الصفوف وتعطيل المسير وتقديم المبرر لاستدعاء قوات التحالف والدول الأجنبية ، بل ولتحقيق نبوءة وتخطيط سايكس بيكو فى تمزيق العالم الإسلامى وفى صناعة أحداث هى فى الحقيقة مقدمات للانشطار بين الأقطار الإسلامية وتغذية الاحتراب الداخلى بينها، وكما كان على يد صدام حسين والذى قدّمت مغامراته ونزواته المبرر والحجة للتدخل الأمريكى الصليبى حتى انشطرت العراق إلى سنة وشيعة وأكراد يبحثون عن فرصة التوحيد لعرْقهم .
وهناك علامات استفهام حول إفساح النظام السورى لداعش للاستيلاء على بعض الأرض وعدم توجيه العمليات ضدهم وهو نفس ما حدث من الحكومة العراقية التى صنعت منه شبحاً مخيفاً وتركت له المدن والسلاح حينما بدأت ثورة العشائر السنية تقوى وتشتد ضد الحكومة والحشد الشيعى مع المحتل والتى تبلغ ثمانية وسبعين تنظيماً سنياً بعضها أقوى تسليحاً وعدداً وعدةً من داعش؛ غير أنه لم يلق عليها الضوء كما كان مع التنظيم بجانب استفادة داعش بالانسحابات المفتعلة من القوات العراقية والتى تركت خلفها العتاد والأسلحة ليحوزها التنظيم هنيئاً مريئاً دون تعبٍ منه بشكل لايستبعد معه أن فى الأمر شىء كبير.
.
وفى الماضى احتلت فلسطين كإحدى أهم صور التقسيم والإضعاف بل والإذلال للعالم الإسلامى وفى الطريق الكثير من المشكلات والقنابل الموقوتة التى تنتظر التفجير لتزداد آلام العرب والمسلمين ولتتآكل وحدتهم فى ليبيا والصحراء المغربية وفى السودان، ولو توقف الأمر على مقاومة أهل القطر واستنفار همتهم وتقديم المساعدات اللوجيستية لهم دون التدخل فى شئونهم حتى لا تعطى القوى الصليبية والصهيونية الذريعة للتدخل لكان أنجع لأصحاب القطر ولما وجدت الحكومات والأنظمة الإجرامية الحجة فى الاستعانة والاستقواء بمن تريد وفق ما تريد تحت غطاء محاربة الإرهاب من تنظيم لم يترك لنفسه المجال فى تحسين صورته بل عمد على إشاعة الرعب والخوف ليس بين الجيوش المعتدية؛ بل فى بلاد المسلمين وشعوبهم وأصبح بحق خميرة عكننة " كما فى الدارجة المصرية " على حركات المقاومة والدجاجة التى تبيض ذهباً لكل طامع فى أى شبرٍ من بلاد العالم الإسلامى المنكوب.
*طه الشريف باحث ورئيس لجنة الإعلام بحزب البناء والتنمية
في الانتخابات التركية الأخيرة فاز تحالف الجمهور بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه بأغلبية مقاعد البر ... المزيد
هناك "جيم" دولي كبير تم في الجولة الأولى في الانتخابات التركية ترتب عليه دخول (أردوغان) لجولة الإعا ... المزيد
يخطئ كثير من الاخوة العرب المتابعين للشأن التركى ، حين يعتقد أحدهم أن الأحزاب السياسية التركية فيها ما يسمى بحزب إسلامى ، او حزب له خلفية إسلامية ، المزيد