دائما ما يعلمنا التاريخ كيف تعامل طرفي النزاع في مصر خلال العقود الماضية ،
لم يكن يوما بينهم عقد مكتوب ولا نص مشهود إنما ... المزيد
القائمة البريدية
سألني عنها أحد الإخوة، فقلت له:
التمساية مجلس عزاء الرجال لأهل الميت، وسمي كذلك لأنه يكون في المساء، بعد عصريّة النساء، بين المغرب والعشاء.
والعصريّة مجلس عزاء النساء، وسمي كذلك لأنه يكون بعد العصر.
***
وفي مجلس عزاء الرجال يأتي أحد المشايخ في كل يوم يلقي كلمة، غالبًا ما تكون في آخر الجلسة، وفي كل يوم شيخ مختلف.
وفي مجلس النساء تأتي شيخة في اليوم الأخير، وكل واحدة من المعزيات تقرأ ما تستطيع من القرآن خلال الجلسة التي توفر فيها لهنّ أجزاء القرآن.
***
وتقدم فيهما القهوة العربية المرّة نقطة أو نقطتين في أسفل الفنجان، وأضيف إليها في السنوات الأخيرة مشروبات أخرى ساخنة، كالشاي والكركدة والكمون مع الليمون!
***
ويجلس المقرّبون من الميت عند المدخل يقومون إذا دخل شخص، ويقومون أيضًا إذا خرج شخص. يقول لهم: عظّم الله أجركم، وهم يردّون: شكر الله سعيكم!
***
هذه المجالس فيها خلاف بين العلماء، بين مانع بإطلاق يرى أنها بدعة منكرة، ومجيز بشروط. وثم ملف على النت مفيد (راجع ملتقى أهل الحديث).
ولا شك أن هذه المجالس تكره إذا كان الغرض منها تباهي أهل الميت بكثرة المعزّين، ونوعيتهم، كأن يكونوا من أهل الجاه والثراء!
كما يكره فيها التفاخر بالميت، كأن يقال عنه في النعوات التي يتم فيها الإخبار عن الوفاة، وتلصق على الجدران قرب المنازل والمساجد، أو تنشر في وسائل الإعلام، يقال عنه: المحسن الكبير، أو المربي الكبير ... إلخ.
***
ولعل الأصل في هذه المجالس أنها كانت تعقد من قبل أهل الميت إذا كانوا من أهل الجاه والثراء، للتباهي بالعدد، ومعرفة من يُعزّي ومن لا يُعزّي! ثم قلّدهم أهل الموارد القليلة، ومنهم من يبيع ما فوقه وما تحته ويستدين ليعقدها!
***
أنا أرى أن الرجل إذا لم يتمكن من المشي في الجنازة، والصلاة على الميت، والذهاب إلى المقبرة، وكلها من فروض الكفاية، فإنه قد يكون من المناسب أن يعزي أهل الميت من أقربائه أو أصدقائه.
ومنهم من يأتي إلى صالة العزاء فيجلس دقيقة، أو يجلس المدة كلها، حسب قربه وبُعده من الميت، وحسب وقته وعمله.
***
إذا كان لواحد من أهل الميت 100 قريب أو صديق يريدون تعزيته من باب المواساة واللباقة، وأراد كل منهم أن يعزيه في منزله، كل واحد منهم في الوقت الذي يشاء، فهذا له تكلفة في المال والوقت والجهد. ولو أراد كل منهم أن يتصل به هاتفيًا فكذلك له تكلفة!
مجلس العزاء يجمع المعزّين في مكان واحد، في وقت واحد، فتنخفض فيه التكلفة. وقد يكون هذا المجلس ثلاثة أيام في الغالب، ولم يرد في الشرع له مدة، بل ربما ليس له أصل، غير أن أصحاب الصالات يتعاقدون مع أهل الميت لثلاثة أيام، ومن ثم يلتزمون بهذه المدة.
***
تقديم الطعام من قبل أهل الميت فيه نظر، لأن من المناسب أن يقوم الناس بتقديم الطعام لأهل الميت لحزنهم وانشغالهم ونفقاتهم، لا العكس، والعرف جارٍ بعكسه!
وقد أثر عن عائشة رضي الله عنها أنها قدمت التلبينة، لأنها طعام يخفف الحزن (صحيح البخاري). راجع مقالي عنها بتاريخ الجمعة 12 شباط 2016، إن شئت.
على أن أهل الميت يتفاوت حزنهم، حسب قربهم وبُعدهم، وحسب طبيعتهم، وحسب صدقهم ونفاقهم ... هناك حالات يموت فيها الإنسان، ويكون الموت راحة له ولأهله، فإذا مرض طويلاً وزادت تكلفته في المشافي، لا سيما إذا دخل العناية المركّزة، وطالت إقامته فيها! فربما تمنى أهله الموت الرحيم، ولكنه انتحار، وهل ينتحر الناس إلا من آلامهم؟!
***
وقراءة القرآن في مجلس العزاء في مقابل أجر فيها نظر.
***
على أهل الميت لا سيما إذا كانت مواردهم محدودة أن ينتقوا صالة بتكلفة مناسبة لهم، وإذا لم يمكنهم تحمل التكلفة لا بأس بإلغاء هذا المجلس، والله أعلم بالصواب.
دائما ما يعلمنا التاريخ كيف تعامل طرفي النزاع في مصر خلال العقود الماضية ،
لم يكن يوما بينهم عقد مكتوب ولا نص مشهود إنما ... المزيد
كتبت منذ شهرين تقريبا – على هذا الحساب - مقالاً في ثلاث حلقات بعنوان: (لماذا صارت حلب ورطة للعجم والعرب)..ولم تكن وقتها معركة حلب الحقيقية قد بدأت، و ... المزيد
من سنن الله فى كونه أن يتدافع الضدان، وهى سنة باقية إلى يوم القيامة حتى تستمر مسيرة الصلاح والإصلاح، قال تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَ ... المزيد
عن سلَمة رضي الله عنه قال:
خفّتْ أزوادُ القوم وأملقوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم في نحر إبلهم، فأذِن لهم. فلقيهم عمر ... المزيد