لست من هواة التهويل في أخطاء العاملين للإسلام في عصرنا .. ولست كذلك من دعاة التهوين من منجزاتاتهم ونجاحاتهم في زمان الغربة الذي نعيشه ، وسط الحروب ال ... المزيد
القائمة البريدية
مبدأ الثواب والعقاب لا يتم إلا على الفعل ،فالفعل هو مناط الجزاء ، سواء بالخير أو الشر ،
فإذا عرفنا ان مراتب القصد (الفعل )التي أولها الهاجس، ثم الخاطر، ثم حديث النفس، ثم الهم، ثم العزم، وبعد العزم يأتي قصد الفعل الذي هو التنفيذ ،
قال تقي الدين السبكي في
( قضاء الأرب في أسئلة حلب) ما ملخصه :
الهاجس ما يلقى في النفس ،
ثم جريانه فيها وهو الخاطر ،
ثم حديث النفس وهو ما يقع فيها من التردد هل يفعل أو لا ؟ ،
ثم الهم وهو ما يرجح قصد الفعل ، يقال : هممت بالأمر إذا قصدته بهمتي ،
ثم العزم وهو قوة ذلك القصد والجزم به .
فالهاجس لا يؤاخذ به إجماعًا لأنه ليس من فعله ، وإنما هو شيء ورد عليه لا قدرة له عليه ولا صنع ؛
والخاطر الذي بعده كان قادرًا على دفعه بصرف الهاجس أول وروده ،
ولكنه هو وما بعده من حديث النفس مرفوعان بحديث النبي " إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَوْ تَتَكَلَّمْ " متفق عليه من حديث أبي هريرة
وإذا ارتفع حديث النفس ارتفع ما قبله بطريق الأولى .
وهذه المراتب الثلاث لو كانت في الحسنات لم يكتب له بها أجر ،
أما الأول فظاهر وأما الثاني والثالث فلعدم القصد .
والمرتبة الرابعة : الهم ،
وقد بين الحديث الصحيح أن الهم بالحسنة يكتب حسنة ، والهم بالسيئة لا يكتب سيئة وينتظر ، فإن تركها لله كتبت حسنة ، وإن فعلها كتبت سيئة واحدة والأصح في معناه أنه يكتب عليه الفعل وحده ، وهو معنى قوله " واحدة " وأن الهم مرفوع ؛
وقد خالفه في شرح المنهاج قال : إنه ظهر له المؤاخذة من إطلاق قوله( أَوْ تَعْمَلْ )ولم يقل : ( أو تعمله ) ؛ قال : فيؤخذ منه تحريم المشي إلى معصية ، وإن كان المشي في نفسه مباحًا لكن لانضمام قصد الحرام إليه ؛ فكل واحد من المشي والقصد لا يحرم عند انفراده ، أما إذا اجتمعا فإن مع الهم عملا لما هو من أسباب المهموم به ، فاقتضى إطلاق " أَوْ تَعْمَلْ " المؤاخذة به ،
قال : فاشدد بهذه الفائدة يديك ، واتخذها أصلا يعود نفعه عليك .
المرتبة الخامسة العزم ،
والمحققون على أنه يؤاخذ بالعزم على السيئة ، وخالف بعضهم فقال : إنه من الهم المرفوع
ونقل النووي في ( شرح مسلم ) عن القاضي عياض - رحمهما الله - أن عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على أن من عزم على المعصية بقلبه ووطن نفسه عليها أثم في اعتقاده وعزمه ، للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب ، لكنهم قالوا : إن هذا العزم يكتب سيئة وليست السيئة التي هم بها لكونه لم يعملها ، وقطعه عنها قاطع غير خوف الله تعالى والإنابة ، لكن نفس الإصرار والعزم معصية ، فإذاعملهاكتبت معصيةثانية، فإن تركها خشية لله تعالى كتبت حسنة ، كما في الحديث " إِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ فصار تركه لها لخوف الله تعالى ، ومجاهدته نفسه الأمارة بالسوء في ذلك،وعصيانه هواه حسنة؛
فأماالهم الذي لايكتب فهي الخواطر التي لا توطن النفس عليها ولا يصحبها عقد ولا نية ولا عزم ؛
وذكر بعض المتكلمين خلافًا فيما إذا تركها لغير خوف الله تعالى بل لخوف الناس ، هل تكتب حسنة ؟ قال : لا ، لأنه إنما حمله على تركها الحياء ، وهذا ضعيف لا وجه له .ا.هـ . قال النووي : هذا آخر كلام القاضي ، وهو ظاهر حسن لا مزيد عليه ، وقد تظاهرت نصوص الشرع بالمؤاخذة بعزم القلب المستقر ، ومن ذلك قوله تعالى : ] إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ ... الآية [ النور : 19 ] ، وقوله تعالى : ] اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [ [ الحجرات : 12 ] ؛ والآيات في هذا كثيرة ، وقد تظاهرت نصوص الشرع وإجماع العلماء على تحريم الحسد واحتقار المسلمين وإرادة المكروه بهم،وغيرذلك من أعمال القلوب وعزمها، والله أعلم .
إنتهى كلامه رحمه الله
لست من هواة التهويل في أخطاء العاملين للإسلام في عصرنا .. ولست كذلك من دعاة التهوين من منجزاتاتهم ونجاحاتهم في زمان الغربة الذي نعيشه ، وسط الحروب ال ... المزيد
1⃣ كبْرٌ واستعلاء على جميع الفصائل، وكلّها صاحبة اعوجاج لا تعدو أن تكون خائنة أو عميلة، وهو وهيئته الوحيدان صاحبا الصراط المستقيم، والمشروع القويم< ... المزيد
رسائلك التى ترسلها عبر الواتس أو الماسنجر لابد أن يكون لها هدف!
فليس الهدف الموعظة وفقط ، لأن الإكثار من الموعظة يزهِّد ا ... المزيد
سبق وأن ذكرنا في تعريف سيرة الراحل العظيم الدكتور عبد الوهاب المسيري حين بدأت علاقته بالسياسة صبيًّا ثم شابًا يافعًا، تنقل فيها من حزب مصر الفتاة إل ... المزيد