البريد الالكترونى

Delivered by FeedBurner

حول الدعوي والسياسي

المحتوي الرئيسي


حول الدعوي والسياسي
  • على الدينارى
    30/12/2018 09:31

كلما أُطلق الحديث حول مايسمى بـ "الفصل بين الدعوي والسياسي" ثار نوع من الجدل والتنازع دون أن نصل الى شيء مستفاد من هذا الجدل.

الصحيح أن أي مسألة اذا طُرحت للحوار فلابد أن يؤدي الحوار الى مزيد من وضوح الصورة وتمايز أجزاء الموضوع وظهور قاعدة ما أو استثناءات ما على هذه القاعدة فما السبب في عدم حدوث شيء من ذلك في هذه المسألة؟

الأسباب في وجهة نظري:

ـ أن هذا الأمر جديد على الحركة الاسلامية لم تتعرض له من قبل ولم تكن هناك حاجة اليه قبل التطورات الأخيرة التي تقدمت فيها الحركة خطوات واسعة نحو المشاركة في الحكم بعد أن كانت فقط تقف لتؤصل وتنظر وتتمتع بسوق الأماني الحالمة

ـ وسبب آخر هو اشتباه تعارض هذا الفصل مع ما نؤمن به من شمولية الاسلام وعدم قابليته للتجزئة (ادخلوا في السلم كافة )(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)؟

ـ وسبب ثالث هو أن المطالبة بالفصل بين الدعوي والسياسي تأتي احيانا من جانب معسكر الرافضين للاسلام عامة أو للفكر الاسلامي وتطبيقاته المعاصرة

ـ أما السبب الهام في وجهة نظري هو أنه الى الآن يظل عنوان"الفصل بين الدعوي والسياسي " مجملا دون تفصيل مُبهما دون تفسير مُشكلا دون تمييز بينه وبين أشباهه وأشكاله ملتبسا غير منفصل عن معان أخرى تسبب فزعا حين نسمع أي مطالبة بها.

إنه يشبه الكلمة المشؤمة"لادين في السياسة ولاسياسة في الدين" التي خاضت الحركة الاسلامية معارك شرسة وضحت بالكثير من أجل محوها من الأذهان ومن الواقع

الفصل بين الدعوي والسياسي إذن دخل في جملة المصطلجات الكثيرة التي مازلنا الى الآن لانقف لها على تعريف واضح فهو وسم وضع على مولود ليست أمامنا بياناته وبالتالي كلما أطلق الاسم تصوره كل منا بتصور يختلف عن الآخر . بعضنا يبتهجون بينما آخرون ينزعجون من مجرد الاسم

انه يشبه مصطلح الاصطفاف " الذي بدا جميلا في نحته وتشبيهه لكنه الى الآن لم يقدم أحد رؤية كاملة عن هذا "الاصطفاف" ومفهومه، وحدوده، ومع من؟ دون من؟ وحول أي شيء يكون ؟وما نوع العلاقة في هذا الاصطفاف؟ هل هو تنسيق؟ أم تعاون؟ أم تحالف؟ أم اتحاد ؟أم اندماج ؟أم ماذا حتى يمكن تصوره وبالتالي مناقشته ومن هنا (من هذا الاجمال والغموض )يثار الفزع من احتمال الاصطدام بثوابت في عقيدة كل طرف ومن الذوبان والتلاشي وسط كيانات أو أفكار مرفوضة أو حتى إقرار هذه الأفكار أو العقائد.

 

من أجل ذلك فلابد قبل عرض مايسمى بـ "الفصل بين الدعوي والسياسي" أن تعطى بيانات هذا المولود لا أن نتعامل مع مجرد اسم مشتبه مع غيره من الأسماء ولنبدأ أولا بمناقشة البيانات أو الصفات التي يتمتع بها هذا المولود أوالعناصر التي يجب أن يحلل اليها هذا المركب أو الأجزاء التي يتكون منها هذا الجسم الغريب الى الآن فنوضح مثلا :

ـ ما المقصود بالفصل بين الدعوي والسياسي؟

ـ صور الدمج بين الدعوي والسياسي أو أمثلة واقعية من الدمج)

ـ إيجابيات وسلبيات الوضع القائم (الدمج بين الدعوي والسياسي)

ـ مجالات الفصل أي في اي مجال يمكن ان يتم هذا الفصل :

هل في الاعتقاد؟

هل في الفكر ؟

هل في الحركة والادارة ؟

هل في المؤسسات وحدها ؟

هل في الاشخاص فيمنع العالم او الداعية مثلا من الحديث او التدخل في السياسة ؟

ـ ماهي حدود امورالسياسة التي سنفصل بينها وبين امور الدعوة ؟ أو ماهو المقصود بالدعوي وماهو السياسي ؟

ـ وماصور هذا الفصل؟

ـ وهل هناك امثلة او تجارب حية في هذا المجال؟

ـ ومن الذي يطالب التيار الاسلامي بالفصل ومالغرض من وراء ذلك ؟

ـ ايجابيات وفوائدالفصل بين الدعوي والسياسي

ـ سلبيات الفصل

ـ كيف يتم الفصل؟

ـ ضوابط الفصل بين الدعوي والسياسي

أظن أن الاجتهاد في رسم صورة حقيقية لمايقوم حوله الحوار وابداء الرأي بالموافقة أو الرفض يمكن أن يؤدي الى نتائج كثيرة تنضج الفكرة قبل الموافقة أو الرفض ولا أدعي أن الفكرة يمكن أن تتمتع بقبول أو رفض وإنما فقط ليوافق من يوافق عن بينة وليرفض غيره ةكذلك عن بينة فيكون الخلاف صحيا وليس بداية لمرض جديد من جملة الخلافات المشؤمة التي مازالت تنهش في جسم الحركة الاسلامية .

 

أخبار ذات صلة

منذ انقلاب السودان في عام 1989 والذى جاء بالبشير قائدا له ثم أصبح بعد ذلك البشير رئيسا للسودان ، ولمدة قاربت على الثلاثين عاما ، عانى السودان فيها من ال ... المزيد

كنت قد نشرت تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي أقارن فيها بين حجم الإنفاق على التعليم في بلدين متشابهين ، تاريخا وسكانا ، وهما مصر وتركيا ، فكانت ميز ... المزيد

كان ذلك في أعقاب انتصار ثورة يناير 2011 ، وإعلان مبارك تنحيه عن السلطة ، ودخول البلاد في حقبة جديدة غير مسبوقة ، وانفتاح سياسي وإعلامي هائل لا مثيل له ف ... المزيد

والسؤال التأسيسى في هذا الموضوع هو:

ما الذى يجعلك متأنياً فى اختيار الصديق؟!

فكما ذكرت من قبل أن ... المزيد